الجمعة، ٦ أيار ٢٠١١

لا حورية في برلين بل مغنية اوبرا تؤدي من تحت الماء






لا تقع في برلين على حورية بل على مغنية اوبرا تقفز بفستان السهرة الاخضر الى حوض سباحة وتشرع بالغناء من تحت الماء في احد اوائل عروض الاوبرا من هذا النوع في العالم.

الانغام الشجية التي تصدرها كلوديا هير تشبه بعض الشيء غناء الحيتان فهي بطيئة متكررة ومن دون كلمات اذ لا يمكن التلفظ باي كلمة تحت الماء بوضوح.

وتسمح ميكروفونات مقاومة للمياه تعرف باسم "مذياع مائي" قادرة على تحويل تذبذبات صوتية داخل السوائل الى تذبذبات كهربائية، بالتقاط الصوت وبثه مجددا عبر مكبرات الصوت المنصوبة حول حوض السباحة. وحده قرع احد الغواصين على صنج يرافق غناءها المنفرد.

حورية الازمنة الحديثة هذه كانت سباحة عالية المستوى في شبابها وقد اتتها فكرة هذا العرض الاوبرالي "اوكاوريا بالاو" عند دخولها للمرة الاولى قبل عشر سنوات الى حوض السباحة هذا في حي نويكولن المقام على طراز "آر نوفو" في برلين حيث يقدم العرض من الاول من ايار/مايو الى ايلول/سبتمبر.

فقد اثر سقفها المقوس مثل قبة كنيسة وجدرانها المزينة برسومات زهور انيقة، كثيرا بكلوديا هير. فتوضح في مقابلة مع وكالة فرانس برس "ظننت اني داخل دار اوبرا".

وقد دفع ذلك بمغنية الاوبرا البالغة 40 عاما بتصور هذه التقنية. اما المغنون الاخرون فهم افراد جوقة برلينية يغنون لفترة وجيزة في المياه لكن من دون عبوة اكسجين.

في بريطانيا سبق للسوبرانو جوليا سنابر ان قدمت عرضا من النوع ذاته قبل سنتين.

عرض "اكواريا بالاو" الذي يكاد يخلو من الكلام يروي قصة شابة ترفض ان تشيخ وتبحث عن اكسير الشباب. وفي سعيها هذا تغوص الى اعماق البحار التي ترمز الى اقاصي المعمورة. وهي تلتق هناك حوتا اسود يقوم بدوره ممثل يرتدي بزة سوداء وجوقة من حيوانات الفقمة شابة ومسنة ترتدي قميصا ابيض وسروالا اسود.

وتشكل هذه صورة مجازية ترمز الى قصر حياة الانسان على الارض مقارنة بجليد القطب. ولتفسير ذلك تبث على السقف طوال مدة العرض مشاهد للغطاء الجليدي في القطب الجنوبي على مدار المواسم.

وهو فيلم قدمه المعهد الالماني المرموق "الفرد فيغينير" الذي يقوم بابحاث قطبية وبحرية ويدعم المشروع. وقد ساعد كذلك المؤلفة الموسيقية سوزانا ستلزن من برلين من خلال مدها بتسجيلات اصوات الموج والحيتان وحيوانات الفقمة التي استوحت منها لتأليف موسيقاها.

والى هذه الاصوات اضافت انغام الالات الايقاعية والبوق والتوبا والفيولونسيل. الا ان العازفين لا يغوصون في حوض السباحة بل يعزفون من حوله.

وتقول لوكالة فرانس برس "قبل الموافقة على المشروع استمعت الى انغام في حوض استحمام. الصوت الصادر من المياه اضعف بكثير وخافت الا ان ذلك يعطي بعدا روحيا". وقد اعادت العمل على مقطوعاتها مرات عدة مع تقدم التمارين مكيفة اياها مع هذا العنصر الجديد الذي لا تتكيف معه اذن الانسان كليا.