الجمعة، ٢٢ نيسان ٢٠١١

أسوار عالية تفصل بين افراد العصابات المتناحرة في سجن سيوداد خواريث





تفصل أسوار يصل ارتفاعها الى ستة أمتار بين افراد عصابتي "ازتيكاس" و"مكسيكلس" الموقوفين في سجن سيوداد خواريث، منعا لوقوع صدامات دموية بين افراد هاتين العصابتين المتناحرتين، كتلك التي تجري بينهما
خارج السجن، في أكثر المدن عنفا في المكسيك.

يقول المتحدث باسم ادارة السجن هكتور كوندي لوكالة فراس برس "بنينا الأسوار في آخر العام 2009. قبل ذلك كنا نفصل بين العصابات بواسطة أسلاك شائكة كان يتمكن السجناء من تجاوزها بسهولة، فكانت الصدامات تقع باستمرار"، وتتطلب تدخلا لقوى امنية من خارج السجن للسيطرة على الموقف، وكان عدد القتلى يصل الى عشرات أحيانا.

خلال زيارة السجن، يتجنب كونديه الدخول الى الجناح الذي يضم المساجين من عصابة "ازتيكاس". ويفسر ذلك قائلا "في الآونة الاخيرة نقلنا عددا منهم الى سجن آخر، فأثار ذلك غصبهم، ومن الممكن أن يلجأوا الى أي نوع من الانتقام اذا دخلتم".

من الجهة الأخرى من السجن، يحتجز عناصر عصابة "مكسيكلس"، المرتبطة بأخطر التنظيمات الاجرامية في البلاد: كارتل سينالوا.

وهذه العصابات غالبا ما نجد جذورها في سجون الولايات المتحدة، وهي تعمل في خدمة كارتلات المخدرات. وتعمل هذه العصابات من خلال هيكليات عسكرية، وهي تسيطر على سجون سيوداد خواريث، على ما يقول غوستافو دي لا روزا، من مفوضية حقوق الانسان في ولاية شيواوا.

وتشهد المنطقة الحدودية الشمالية المحاذية للحدود مع ولاية تكساس الاميركية حربا ضروس بين كارتلات المخدرات المتنافسة. وقد اوقع هذا النزاع الدامي 3100 ضحية في سيوداد خواريث في العام 2010.

ويرى دي لا روزا انه "من الخطأ جمع افراد العصابات معا لان ذلك يمنحهم سيطرة على السجن".

يتحدث أحد حراس السجن مع الصحافيين، بصوت خافت كي لا يسمعه أحد، فيقول ان عدد السجناء يبلغ 2400 شخص من بينهم 700 من عناصر عصابة ازتيكاس.

في الجناح الذي يسجن فيه افراد الجماعة المسيحية "اصدقاء المسيح"، وهي كنيسة انجيلية تحظى برعاية حاكم ولاية شيواوا، تبدو الأمور مختلفة.

ويقول اوتونييل لوثيرو بينا (46 عاما) المسجون منذ العام 2007 لادانته بالاتجار ب3,5 كيلوغرامات من الماريجوانا "هنا أشعر بالأمان أكثر من الشارع ومن أي قسم آخر من السجن".

ويؤكد بينا لوكالة فرانس برس انه لم يكن يوما منضما الى عصابة، ويخلو جسمه من أي وشم كالأوشام التي يتباهى بها افراد العصابات.

ويقول القس فيكتور مارتينيز، الذي ينتمي ايضا الى هذه المجموعة ويرافق السجناء في سجون سيوداد خواريث ان المساجين يقسمون فور وصولهم الى السجن بحسب "لهجاتهم واوشامهم".

ويشرح قائلا "افراد عصابة ازتيكاس يرسمون على اجسادهم صورا للأهرامات أو لروزنامات تقويم حضارة الآزتيك، أما افراد عصابة مكسيكلس فيرسمون جماجم بالإضافة إلى اسم العصابة".

وبالنسبة للقس مارتينيز، فإن بناء الاسوار قد أفاد جماعته بالدرجة الأولى. فقبل خمس سنوات، أرادت عصابة آزتيكاس تجنيدهم ولما رفضوا تعرضوا لهجوم شرس منها.

ويروي "بدأوا بقرع الطبول، وهي اشارة الى بدء تمرد او صدام، ثم عبروا الاسلاك المعدنية الى الجناح الذي يسجن فيه المسيحيون (اعضاء جماعة اصدقاء المسيح) الذي كان سضم 140 مسجونا، فقتلوا ثلاثة لكن الآخرين تمكنوا من الفرار الى جناح النساء".